قد يبدوا لكم من الوهلة الأولى لقرائتكم عنوان التدوينة أن صاحبها قد أصيب بالهذيان ،لكنها الحقيقة النوم يمنحكم ذاكرة أفضل ، فإن كنتم من أولائك الذين يبقون مستيقظين طوال الليل من أجل مراجعة منهج ما، ويقضون "ليالي بيضاء " من أجل إمتحان ، فأنتم مخطئون حقا و عليككم مراجعة عاداتكم ، طبعا نحن لا نشجعكم في مدونة ساهلة ماهلة على الكسل ، لكن تبين أنه إذا أغلقت الكتاب و أخذت قصطا كافيا من النوم ، فحتما ستسجل نقاطا أعلى.
-حسب سلسلة من الدراسات الحديثة التي أجريت مؤخرا و التي عرضت في الإجتماع السنوي لعلم الأعصاب المعرفي ، أشير إلى أن نوم ليلة جيدة لا يمنحكم الشعور بالراحة أكثر فقط ، بل هي حاسمة في تذكر كل شيء حول إجابات إمتحاناتكم .
هل للنوم تأثير على الذاكرة؟
-فكرة أن النوم لمدة كافية و أخذ قيلولة هو المفتاح للإحتفاظ بالذكريات هي فكرة قديمة، حيث أجريت أولى الأبحاث حول العلاقة بين النوم و الذاكرة سنة 1924 ، خلالها إكتشف العلماء بجامعة كورنال أن الأشخاص الذين أخذوا قسطا كافيا من النوم هم الأكثر قابلية لتذكر الأشياء التي تعلموها في الليلة السابقة مقارنة مع غيرهم ، ثلاث سنوات بعدها مخترع يدعى"لويس سيلفر " توصل إلى أن العقل اللا واعي أكثر حساسية للمقترحات ، و ذلك بإختراعه "psychophone" و هو عبارة عن جهاز يسمح بتسجيل رسائل صوتية ثم يقوم بإعادة بثها أثناء النوم .
-بعدها بعقدين من الزمن في سنة 1940 ، وجد الباحثون علاجا "لعظ الأظافر" لدى المراهقين و ذلك بتشغيل رسالة صوتية " لا تعظ أظافرك " أثناء نومهم .
-بحلول عام 2009 فكرة أن النوم يحسن الذاكرة و يعززها تم رفضها تماما في الأوساط العلمية ، فالحواس لا تعمل أثناء النوم و لا وجود للإشارات الصوتية ، فكيف للرسائل الصوتية التي تبث أثناء النوم أن تسجل في الدماغ ؟؟؟؟
إعادة إحياء النظرية
في السنوات القليلة الماضية ، العديد من الدراسات أشارت إلى أن المناصرين لفكرة النوم يعزز الذاكرة محقون بعض الشيء ، فالنوم لا يعزز الذاكرة عن طريق إستقبال رسائل أثناء النوم فقط.
- في إحدى الدراسات التي أجريت من طرف مخبر "كين بيلر" في جامعة نورث وسترن طلب من المشاركين نقل صور مختلفة على مواقع مختلفة من الشاشة ، و أثناء تحريك الصورة كانوا يسمعون صوت ذلك الشيء ، كمثال أثناء تحريك صورة قط يسمعون مواءا . أثناء النوم تم إعادة تعريضهم لبعض تلك الأصوات ،و في اليوم الموالي طلب منهم إعادة الإختبار ، وكنتيجة المشتركون كانوا أكثر قدرة على تذكر أماكن الأشياء اتي بث صوتها أثناء النوم.
لذاكرة أفضل
بعد حوالي القرن من أول تجربة لدراسة النوم فإنه من الواضح أن الحصول على قسط كافي من النوم مفيدا جدا لراحة أجسادنا لكنه أيضا ضروري للذاكرة قصيرة و طويلة الأمد ، كما أن هذه النتائج يمكن أن يكون لها إنعكاسات طويلة الأمد من التعليم إلى التغلب على الخوف و المرض.
-إذن النوم الجيد خاصة ليلة الإمتحان له فائدة عظيمة ، ولكن أيضا من الغير المعقول أن تعتقد أنه يمكنك معرفة كل شيء بالإستماع إليه أثناء نومكم فقط ، فلا غنى عن التعلم أبد ا أثناء النهار.
إذا لقت هذه التدوينة إستحسانك فلا تنسى ترك تعليق أو إعجاب تشجيعيا،و مشاركتها مع أصدقائكم، و نحن نرحب دائما بآرائكم و تعليقاتكم
المصادر
http://discovermagazine.com/
اعلان
